الكتابة الصوتية للقرآن

 

يقدم هذا البحث برنامج حسوبي تحليلي للغة العربي لتحليل النص القرآني وتكوين القراءة المقطعية بواسطة المقاطع الصوتية، حيث يتم تحويل النص القرآني الي سلسلة من المقاطع الصوتية تمثل النطق الصحيح للقرآن حيث يحزف فيه كل ما يكتب ولا ينطق من النص القرآني. والبرنامج يقوم بتكوين المقاطع بعد تطبيق قواعد ترتيل القران من حزف وإقلاب وادغام وقواعد اللام  الشمسية والقمرية وغيرها من قواعد ترتيل القرآن مما ييسر على الناشئين وغير الناطقين باللغة العربية قراءة وتلاوة القران بدون الإلمام بكثير من قواعد الترتيل.

و المقطع الصوتي هو وحدة صوتية غير منقطعة لكلمة أو جزء من كلمة.   والمقاطع عادة ما تحتوي على حرف العلة والحروف الساكنة المصاحبة. و الكتابة بالمقاطع الصوتية تشبه الكتابة العروضية للشعر العربي من حيث

1 - ما ينطـق يكتـب.

2- ما لا ينطق لا يكتب.

ولكن مع اختلافات أخرى جوهرية سنتتطرق الي بعضها في هذا البحث.

المقاطع الصوتية العربية  يرمز لها بالحرفين ص (صامت consonant c ) و ح (حركة vowel v )

1-    صامت متحرك  ص ح   (CV)

2-    صامت  متحرك متحرك  ص ح ح  (CVV)

3-    صامت  متحرك ساكن  ص ح ص  (CVC)

4-    صامت  متحرك متحرك متحرك ص ح ح ص  (CVVC)

5-    صامت  متحرك صامت صامت ص ح ص ص  (CVCC)

 ويلاحظ هنا أن جميع المقاطع تبدأ بساكن يليه متحرك. و المقطع الخامس نادر ولا يظهر الا عند وقوف الكلام. والمقطع الثاني و الرابع من الممكن ان يمتد الى 6 حركات في تلاوة القرآن الكريم.

ويجب التنويه ان ترتيل القرآن  يتضمن نوعين من القواعد:

أولا - قواعد سماعية تتعلق بكيفية نطق الحروف لا يمكن الدلالة عليها بالكتابة وحدها وهي المعروفة اصطلاحا بتجويد الحروف مثل التفخيم والترقيق والغنة والإخفاء والمد والقلقلة،  ويتم معرفتها و التدريب عليها بالمعلمين أو بتكرار الاستماع. إلا انه يمكن الاستدلال على مواقعها باستعمال رموز إضافية غير الحروف العربية او باستعمال الوان للمقاطع والحروف المكتوبة.

 وقواعد كتابية  كالإقلاب والدمج واللام الشمسية واللام القمرية والتنوين و الوقف. ويقوم هذا البرنامج بتطبيق قواعد ترتيل القرآن الموجودة في الرسم العثماني وتحويلها إلى مقاطع صوتية تسهل تلاوة القرآن بدون الحاجة إلى تعلم هذه القواعد وبالتالي تمكنه من الوصول إلى التلاوة الصحيحة إذا تمكن من معرفة تجويد الحروف. 

و الكتابة المقطعية تشبه الكتابة العروضية في ان كل ما يكتب ينطق وكل مالا يكتب لا ينطق. وعل ذلك تحزف الالف التي لاتنطق ويكتب الالف المنطوق كهمزة. وفي الطريقة المقترحة تستعمل الوان الحروف للدلالة على مواقع الغنة و القلقلة أما المد فيبين بإضافة علامة مد او أكثر. وعلامة الوقف اللازم و السكتة بفواصل بين الحروف او فوقها. 

وتتضمن هذه الدراسة أيضا دراسة إحصائية للمقاطع الصوتية وانواعها من حيث:

عدد المقاطع في القرآن

عدد المقاطع المستقلة ( المفردات)

التوزيع الاحصائي لأنواع المقاطع

احصائيات عن تتابع أنواع المقاطع

 

وقد تختلف النتائج الإحصائية قليلا حسب أماكن الوقوف. إلا أن الاحصائيات الموجودة في ورقة العمل تفترض الوقوف فقط عند نهاية الآيات و عند الوقف اللازم فقط. ويتولد عن البرنامج مجلد لكل سورة يحتوي على ثلاثة ملفات. ملف للنص المشكل وملف للكتابة المقطعية و ملف للتقسيم  التصنيفي للمقاطع.

وجدير يالذكر ان المقاطع الصوتية للغة ترتبط ارتباطا وثيقا بالنسيج الموسيقي والايقاعي في اللغة. ونأمل ان تؤدي الكتابة الصوتية للقرأن إلى تشجيع الباحثين للتوجه في دراساتهم الصوتية نحو القرآن الكريم ، للتعرف على النسيج المقطعي للآيات ، والبنية الصوتية لسور القرآن الكريم. وسوف تعين الكتابة الصوتية للقرآن المبتدئين وغير الناطقين للغة العربية على تعلم التلاوة الصحيحة ، وذلك من خلال اعتماد نظام المقاطع في القراءات القرآنية ، الأمر الذي من شأنه أن يسهل تعلم وتطبيق أحكام وقواعد تجويد القرآن.